الشارقة للكتاب” تستحدث فرصاً جديدة للنهوض بالمكتبات الإماراتية والعربية بالتعاون مع كبرى المؤسسات الثقافية الأمريكية

بحثت “هيئة الشارقة للكتاب”، الممثل الوحيد للثقافة العربية في دورة العام الجاري من “المؤتمر والمعرض السنوي لجمعية المكتبات الأمريكية”، سبل بناء وتعزيز الشراكات مع خبراء قطاع المكتبات العالميين لمواكبة التحولات وترسيخ مرونة هذا القطاع وضمان النمو المستدام لجميع المكتبات في الإمارات والمنطقة العربية والعالم.

جاء ذلك في الحدث المتخصص بقطاع المكتبات الأكبر من نوعه في العالم، الذي أقيم في مدينة شيكاغو بولاية إلينوي الأمريكية مؤخراً، والذي جمع نخبة من أمناء المكتبات والكتّاب والناشرين والعارضين والمعلمين، ومجموعة من كبار الشخصيات من جميع أنحاء العالم لمناقشة أحدث التوجهات والتشريعات والسياسات التي تشكل مستقبل المكتبات.

والتقى سعادة أحمد بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب ورئيس الوفد المشارك في الحدث، تريسي هول، مدير جمعية المكتبات الأمريكية لبحث سبل تعزيز التعاون بين الجانبين، وناقشا خطة تنظيم الدورة الـ10 من “مؤتمر الشارقة الدولي للمكتبات” السنوي الذي يقام بالتعاون مع “جمعية المكتبات الأمريكية” على هامش الدورة الـ42 من “معرض الشارقة الدولي للكتاب 2023” في نوفمبر المقبل.

ويعتبر “مؤتمر الشارقة الدولي للمكتبات” الحدث الوحيد الذي تشارك “جمعية المكتبات الأمريكية” في تنظيمه خارج الولايات المتحدة، ما يعد شهادة حية على مكانة الإمارة على المستويين الإقليمي والعالمي في تعزيز صناعة المعرفة ومد جسور التواصل البناء بين المتخصصين بقطاع المكتبات في جميع أنحاء العالم.

إسهامات الشارقة في تمثيل الثقافة والحضارة العربية
والتقى العامري بالدكتورة كارلا هايدن، رئيسة مكتبة الكونغرس الأمريكية، لمناقشة فرص التعاون والاستفادة من مكانة الشارقة كمدينة عالمية للمعرفة والثقافة وجهودها الواعية في تنشيط دور المكتبات وتمكينها من تحقيق التنمية الشاملة المستدامة، تماشياً مع رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة. وأشادت الدكتورة هايدن بجهود الشارقة في تمثيل الحضارة العربية والإسلامية في كبرى المحافل والفعاليات الثقافية على المستوى الدولي، وإسهاماتها البارزة والرائدة في تعريف شعوب العالم بالثقافة العربية.

وشارك أعضاء وفد هيئة الشارقة للكتاب في عدد من جلسات المؤتمر كمتحدثين رسميين، وناقشوا مواضيع متنوعة منها استراتيجيات البيانات المترابطة في المكتبات، وريادة الأعمال، وتطوير مكتبات قادرة على تلبية احتياجات الطلاب، وبناء قدرات المستقبل، والتقى أعضاء الوفد ممثلين من كبار شركات خدمات المكتبات، منها “كاندل ويك بريس” و”ليفينج بوب أبس” لمناقشة سبل تقديم حلول مكتبية مستقبلية وموارد مبتكرة لأمناء المكتبات بهدف تعزيز خدمة العملاء.
أحدث التجارب والابتكارات في صناعة المكتبات
والتقى وفد الهيئة مجموعة من الناشرين الأمريكيين والدوليين المشاركين في الحدث لبحث فرص التعاون في الترجمة، واطلع على أحدث التجارب والابتكارات في صناعة وإدارة المكتبات ومحركات البحث، كما استعرض المزايا التي تقدمها “هيئة الشارقة للكتاب” لدعم حضور الكتاب العربي في أسواق النشر الدولية.

وبحث وفد الهيئة مع نخبة من الناشرين المشاركين في المؤتمر مبادرات وفعاليات الشارقة على مدى العام، وتفاصيل المشاركة في “معرض الشارقة الدولي للكتاب 2023″، ومهرجان الشارقة القرائي للطفل، إلى جانب إطلاعهم على المزايا التي توفرها “المنطقة الحرة لمدينة الشارقة للنشر”، التي تعد أول منطقة حرة مخصصة للنشر في العالم، حيث أبدوا رغبتهم في حضور “مؤتمر الناشرين” بالشارقة، الذي يعد واحداً من أهم ملتقيات الناشرين في العالم، وحاز من خلاله “معرض الشارقة الدولي للكتاب” لقب “أكبر معرض في العالم ببيع وشراء حقوق النشر” لعامين على التوالي

تعزيز الجهود المشتركة للقطاعات لبناء مكتبات تستشرف المستقبل على المستوى العالمي
وقال سعادة أحمد العامري: “تحرص هيئة الشارقة للكتاب على المشاركة في هذا الحدث السنوي لدوره الرئيسي في توفير منصة عالمية تجمع نخبة من كبار العاملين في قطاع المكتبات والمؤسسات المعرفية وصناعة النشر بهدف حشد جهودهم الرامية لترسيخ تماسكهم وترابطهم وتركيزهم على المستقبل لتحقيق أهدافهم المشتركة ومواصلة ترسيخ دور المكتبات في تعزيز النمو الاجتماعي والفكري والوصول للتنمية المستدامة في العصر الرقمي”.

وأضاف: “تعلمنا من رؤية صاحب السمو حاكم الشارقة أن المكتبات دورها محوري في التنمية البشرية وأن المعرفة والابتكار الركن الأساسي للنمو، وجسدت نقاشاتنا مع الجهات المعنية وأصحاب المصلحة المشاركين في الحدث هذه الرؤية من خلال استكشاف فرص واعدة جديدة للتعاون مع مجموعة من كبار مسؤولي جمعية المكتبات الأمريكية، وأمناء المكتبات، والشركات وخبراء صناعة النشر وغيرهم من العاملين في هذه المنظومة، إلى جانب الاستثمار في أهدافنا لتحقيق التنمية الشاملة وفتح آفاق جديدة أمام التواصل الثقافي المستدام مع جميع دول العالم”.

من جانبها، قالت إيمان بوشليبي، مدير إدارة مكتبات الشارقة العامة: “خلال السنوات القليلة الماضية، شهدت المكتبات المزيد من الاهتمام والاستثمارات، ليس في الشارقة فقط، وإنما في جميع أنحاء العالم، ما يعكس رغبة الناس في تكريس دور هذه المؤسسات الاجتماعية الثقافية الحيوية، وتتمثل مسؤوليتنا الأولى كخبراء في عالم المكتبات بالاستمرار في تعزيز مكانة المكتبات في مسار نهضة مجتمعاتنا، وهذا ما يبين أهمية المشاركة في هذا المؤتمر العالمي لتبادل التجارب والخبرات والمعارف المتعلقة بالطرق التي يمكننا من خلالها العمل معاً لضمان نجاح جهودنا في ترسيخ جاذبية المكتبات العامة ومكانتها كمراكز معرفية ورقمية ذكية تواصل دفع عجلة بناء مجتمعات واعية ومسؤولة فكرياً، جيلاً بعد جيل”.

بدوره، قال منصور الحساني، مدير إدارة خدمات الناشرين في هيئة الشارقة للكتاب: “نحرص على التعلم من الدروس المستفادة وقصص النجاح وأفضل الممارسات وأحدث الدراسات المتعلقة بتحول الصناعة والرؤى البناءة حول فرص التنمية والتطوير التي تعرفنا إليها في هذا الحدث العالمي، وتطبيقها في الشارقة، حيث كانت لقاءاتنا ونقاشاتنا مع المشاركين بناءة ومثمرة، وشهدنا اهتماماً كبيراً باستخدام المنصات والخدمات وفرص التوسع الإقليمي التي تقدمها إمارة الشارقة وهيئة الشارقة للكتاب لقطاع النشر ومنظومة المكتبات، وأبدى المشاركون سعادتهم وحماسهم للمشاركة في معرض الشارقة الدولي للكتاب في نوفمبر المقبل لاستشكاف هذه الآفاق”.

Leave a Comment