المدير الفني لـ”أكتيفيجن بليزارد”: “الشارقة للرسوم المتحركة” خطوة مهمة لتعريف العالم على الثقافة العربية من خلال “الرسوم المتحركة”

أكد روبن لين، المدير الفني والإبداعي في قسم فن الرسوم المتحركة في “أكتيفيجن بليزارد” أن “مؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة” خطوة مهمة لتعريف العالم على الثقافة العربية من خلال الرسوم المتحركة التي تعد واحدة من أبرز أنواع الفنون الإبداعية المؤثرة في الأطفال والكبار، مشيداً بجهود الإمارة في دعم الثقافة والفن وتقديم الصورة الصحيحة المشرفة للهوية العربية.

ووجه لين نصيحة ثمينة للفنانين الشباب المشاركين في ورشة عمل حملت عنوان “صنع السير الفنية المثالية” ضمن فعاليات اليوم الختامي للمؤتمر الذي تنظمه “هيئة الشارقة للكتاب”، بعدم الخوف، وأن يعرضوا مواهبهم في كافة المجالات على العالم بأسره، وأن يحرصوا على عدم نسخ أعمال الآخرين، وأن ينفذوا أعمالهم الأصلية التي تعبر عن صوتهم وهويتهم وثقافتهم، فالرسوم المتحركة – وفق قوله – جزء لا يتجزأ من عالم السينما وهي أداة مؤثرة لسرد قصص شعوب هذه المنطقة.

الفن ليس سهلاً لكنه يستحق التضحية
وأشار لين إلى أن خبرة الفنان وتجربته الشخصية والمهنية تنمو في كل مشروع ينجزه، وأن العمل في أي مجال من مجالات الفن عمل متعب وليس مريحاً كما يظن أغلب الناس، لأنه يتطلب الوقت، والملكات الإبداعية، والصبر، والقدرة على التعامل مع الضغوطات، ودعم العائلة والأصدقاء، والتغلب على الأنا والرغبات الشخصية والأنانية، لكن الفن يستحق التضحية.

الهيكيلة التنظيمية في صناعة الرسوم المتحركة
وتطرق لين إلى هيكلية العمل في عالم الفن بشكل عام والرسوم المتحركة بشكل خاص، حيث يتوجب على الفنان أن يدرك أنه فرد يشكل جزءاً من فريق، وهذا الفريق جزء من فريق أكبر يعمل ضمن منظومة الاستديو الذي يشرف عليه مديرٌ يعمل لدى المنتج، وأن هذه الهرمية التنظيمية، تبدأ في الأعلى وتنتهي في الأسفل وليس العكس، أي أن الفنان يستطيع اختيار الألوان والتلوين داخل الخطوط المرسومة مسبقاً، لكنه لا يستطيع تجاوزها، أي أنه قادر على اختيار التقنيات والأسلوب لكنه لا يستطيع تجاوز توجه ورؤية مدير الاستديو والمنتج.

المرحلة التي تسبق تحضير السيرة الفنية
وحول المرحلة الأولية التي تسبق تحضير السيرة الفنية، أكد لين أن الفنان يحتاج لمعرفة الأسئلة الأساسية، ماذا، وأين، وكيف، ومتى، ولماذا، وأن يضع هدفاً محدداً يؤمن بأنه قادر على تحقيقه، فإذا لم يعلم الإنسان هدفه، لن يكون قادراً على تحقيقه.

لا بد من تحقيق التوازن والتنوع في الأعمال
ونوّه لين إلى أن الأعمال التي تتضمنها السيرة الفنية تظهر جانباً من شخصية الفنان في ظل سهولة إصدار المشاهدين لأحكام مسبقة ليس من الضروري أن تكون صحيحة، حيث يمكن للمشاهدين أن يحكموا على الفنان بأنه شخص عنيف إن كانت أعماله عنيفة ودموية، وربما يمتنعون عن العمل معه، ولهذا يجب على الفنان أن يحقق التوازن والتنوع في الأعمال التي يعرضها في سيرته الفنية، مشدداً على ضرورة الانفتاح على النقد وتقبّله، واحترام الرأي الآخر.

توظيف منصات التواصل لنشر السيرة الفنية
وشدد لين على أهمية التركيز على منصات التواصل الاجتماعي وأبرزها لينكدإن وإنستغرام، ومواقع الإنترنت، مشيراً إلى إمكانية فتح عدة حسابات إنستغرام لمجالات الأعمال المختلفة، فحساب للشخصيات، وحساب للألوان، وحساب للتصاميم، وضرورة البحث عن الفنانين ومتابعتهم والتعرف على أعمالهم التي يمكن أن تشكل مصدر إلهام لتعزيز الأعمال المعروضة في السيرة الفنية، مؤكداً أهمية تجنب التنميق والتركيز على الجوانب الفعالة واستخدام الكلمات والعبارات المفتاحية الصحيحة.

الأعمال نفسها هي الجانب الأهم فاختر الأفضل فقط
وأضاف لين أن الأعمال نفسها هي الجانب الأهم، مع الانتباه إلى أن الأحكام النهائية على السيرة الفنية ستصدر بناءً على أضعف عمل فيها، ولهذا يجب على الفنان اختيار أفضل أعماله الفنية فقط بحيث يكون أضعف عمل فيها مثيراً للدهشة، وحذر الحضور من الحكم على أعمالهم بأنفسهم، لأن الأحكام الذاتية متحيزة ولا يمكن الوثوق بها.

السيرة الفنية هي قصة سردية بصرية
وأشار لين إلى قاعدة الثواني العشر، وهي مدة انتباه المشاهد المسؤول عن عملية التوظيف، فإذا نجحت الأعمال بتحقيق هذه الفترة سيزداد احتمال توظيف صاحبها، ولهذا يجب أن تروي السيرة الفنية قصة سردية بصرية تأسر المشاهد وتحفز انتباه، بحيث تمهد كل فقرة بشكل طبيعي للفقرة التي تليها، وأن تتناظر الألوان وتتناسق، والاهتمام بالجودة والكم معاً، فإذا لم تتضمن السيرة الفنية أعمالاً كافية لتقديم قصة، يجب العمل على هذا الجانب فوراً دون أي تأخير.

Leave a Comment