- التطوع واجب إنساني وممارسة مستدامة
- "مهرجان الشارقة لريادة الأعمال 2025"يرحب بالعالم في الإمارة يومي 1 و2 فبراير
- "جزيرة العلم" تستضيف "الثلاثي جبران" في حفل موسيقي يحتفي بروعة الفن العربي المعاصر
- 110 سيارات قديمة تحتفي بعيد الاتحاد بين جمال التراث ومعالم الشارقة السياحية
- الإمارات وإستونيا: شراكة وتعاون في رقمنة القطاع الصحي لتعزيز الرعاية المستقبلية
ما هو مستقبل الكتاب الصوتي وما تأثيره على الأيتام؟.. متخصصون يجيبون
أكد متخصصون في المكتبات الرقمية والصوتية تنامي انتشار وأهمية الكتاب الصوتي في ظل رغبة الأجيال الجديدة بالاستفادة من الكتب بأقصر وأسرع طريقة ممكنة في عصرنا الذي يفرض إيقاعه المتسارع على كافة مناحي الحياة، وأن عوامل نجاح الكتاب الصوتي تتضمن صوت الراوي وطريقة الأداء وجودة المحتوى المسجل وحجم المبيعات.
وأشار المتحدثون خلال جلسة حوارية ضمن فعاليات الدورة الـ 14 من “مهرجان الشارقة القرائي للطفل”، أن الكتب الصوتية شكلت ما يشبه البديل عن أولياء الأمور المفقودين لدى الملايين من الأطفال الأيتام الذين لا يجدون من يقرأ لهم، معتبرين أن هذه الميزة للكتب الصوتية شكلت إضافة غير مسبوقة في قطاع الصناعات الإبداعية والمعرفية.
وشارك في الجلسة التي حملت عنوان “الكتب الصوتية والأجيال الجديدة”، كلاً من أحمد التميمي، أحد أهم المعلقين الصوتيين في “سناك بوك” الذي سجل أكثر من 45 كتاباً صوتياً حتى الآن، وياسمينا جريصاتي، مديرة التحرير في “ستوري تيل”، واحدة من أكبر شركات الاشتراك في خدمة الكتب الصوتية والإلكترونية، وآني أوزوالد، نائبة رئيس قسم الكتب والصوتيات في شركة “فرانكلين كوفي”، وأدارتها حصة السويدي.
وأشارت ياسمينا جريصاتي إلى أن تفضيل الناشئة للكتاب الورقي أو الصوتي يعتمد على السوق، وقالت: “الشباب في ألمانيا لم يقرأوا كتاب (هاري بوتر) لكنهم استمعوا له، ولكن في منطقتنا ما تزال الكتب الصوتية جديدة نسبياً وسوقها ناشئ ولم يصل إلى حد النضج الذي يسمح له باستبدال الكتب الورقية”.
وأضافت: “صوت الراوي وأداؤه السردي وتمكّنه اللغوي هي العوامل الأبرز في نجاح الكتاب الصوتي، ومن التحديات التي واجهتنا في تسجيل الكتب الصوتية العثور على راوٍ يتقن هذه العوامل الثلاثة معاً، أي أن يكون حسن الصوت ومتمكناً من الجانب اللغوي والقواعدي، والأداء السردي القصصي، ويمكن تلخيص التأثير الإيجابي للكتب الصوتية بإثراء مفردات الأطفال، وسلبياتها بالكسل في تعلم القراءة، لكن إيجابياتها تفوق سلبياتها بكثير”.
من جانبها، أكدت آني أوزوالد أن الشباب يستمعون للموسيقى وحلقات البودكاست وبدأوا بالاستماع للكتب الصوتية، لكن الجيل ألفا الذي تلا الجيل “زي” أو جيل ما بعد الألفية، مهتم بالكتب الصوتية أكثر من الأجيال التي سبقته.
وقالت: “نقرأ دائماً بأن الكتاب الصوتي هو الطريقة الصاعدة الجديدة للحصول على المحتوى وننسى أن العكس صحيح لأننا تعلمنا الكثير من قصصنا وتاريخنا سماعياً بالتراث الشفهي، فأدمغتنا مركبة للتعلم بشكل أسرع بهذه الطريقة”.
وأضافت: “مع أني حاصلة على شهادة البكالوريوس في الأدب الإنجليزي وإيماني بالكتاب الورقي، إلا أنني خلال أزمة كورونا تحولت إلى الكتاب الصوتي بنسبة 90%”، مشيرة إلى أن الكتاب الصوتي شكل بديلاً عن الآباء والأمهات لدى ملايين الأطفال الأيتام الذين لا يجدون من يقرأ لهم.
بدوره، أوضح أحمد التميمي أن الشباب بدأوا بتفضيل الكتاب الصوتي نظراً لسهولة الوصول إليه في مختلف الأمكنة؛ في السيارة والنادي والمكتب والمنزل، وفي أي وقت، وقال: “أتوقع أن تنتشر الكتب الصوتية بشكل كبير جداً في المستقبل”.
وتحدث حول تجربة شركته “سناك بوك” في توظيف الكتاب الصوتي، بقوله: “إننا في (سناك بوك) لا نسجل الكتاب دفعة واحدة وإنما نسجل تلخيص الكتاب بعشرين صفحة أو أكثر قليلاً، لتبسيط الأفكار واختصار الوقت ولنوفر للمستمع فرصة اتخاذ القرار بشراء الكتاب”.
وأضاف: “من إيجابيات الكتاب الصوتي أن المستمع يستطيع تحميل مئات الكتب على هاتفه، إلا أن ذلك يترافق مع تحدي واضح وهو صعوبة التركيز في الاستماع بسبب التنبيهات المتواصلة على المنصات والتطبيقات المختلفة”.
واختتم حديثه بالقول: “بالنسبة للأطفال، لن يستطيع الكتاب الصوتي منافسة الكتاب الورقي في المستقبل القريب، لكن يمكن للأطفال أن يبدأوا بالتعلم من الكتب الصوتية إلى أن يتقنوا القراءة، وعندها سيمتلكون الخيارين معاً، وليس واحداً على حساب الآخر”.