مسيرة “لنحيا” تتخطى جهود مكافحة السرطان لتعكس روح العطاء في دولة الإمارات

صفحةٌ أخرى من سجل المبادرات المعطاءة طوتها “جمعية أصدقاء مرضى السرطان” لإثراء جهود دولة الإمارات العربية المتحدة لدعم المصابين بالسرطان بكافة الأشكال الممكنة، مع مغادرة الأطفال وعائلاتهم لخيم الورش الفنية ومنطقة الألعاب في منتزه كشيشة بضاحية الرحمانية في الشارقة، بعد اختتام مسيرة “لنحيا” الرياضية لفعالياتها التوعوية، والرياضية، والترفيهية، بحضور 2500 شخص من المشاركين والمتطوعين، طوال يومين ولمدة 24 ساعة كاملة دون انقطاع، كأسرة واحدة.

وانعكس خليطٌ من المشاعر الإيجابية على محاربي السرطان، ممن جاءوا للمشاركة في مسيرة “لنحيا” مع أحبائهم وأفراد عائلاتهم، انطلاقاً من الروح المعنوية العالية التي عمت بين مختلف المتطوعين الذين تراوحت أعمارهم ما بين الطلاب وأصحاب الخبرة في ممارسة التطوع لوقت طويل في مختلف المناسبات والأحداث الكبرى، إضافة إلى العديد من طواقم العمل القادمين من أكثر من 10 جهات حكومية وخاصة، تعاونت مع “أصدقاء مرضى السرطان” لإنجاح النسخة العربية من أكبر فعالية لدعم مرضى السرطان في العالم.

من بين هؤلاء، جاء زهير سعيد ساجواني، الذي يعمل كمتطوع ضمن مبادرة “ساند” التابعة لمؤسّسة الإمارات منذ العام 2018، ورغم مشاركته للمرة الأولى في مسيرة “لنحيا”، إلا أنه بادر للمساهمة بخبرته ضمن فريق الاسعافات الأولية بخبرة وتمكن، واقفاً على أهبة الاستعداد في خيمة خاصة، هي أول ما يصادف الداخل إلى منطقة الفعاليات بمنتزه كشيشة، ساهراً على سلامة محاربي السرطان ممن شاركوا مع ذويهم وأطفالهم في الفعاليات المتواصلة طوال النهار والليل.

وسبق لزهير أن عمل في العديد من المناسبات، خاصة الكوارث الطبيعية، التي كان آخرها الفيضانات التي شهدتها المنطقة الشرقية من الدولة، التجربة التي يرى أنها صقلته وزادت من خبرته، حيث كان في الخطوط الأمامية مع مبادرة “ساند”، يستقبلون من خسروا بيوتهم بالابتسامة ريثما يقدمون لهم المساعدة، مؤكداً على أن ما يقوم به هو أقل واجب يمكن للمواطن أن يقدمه لخدمة مجتمعه، والصورة الأمثل للتعبير عن حبه للوطن كمحاولة لرد الجمائل التي تقدمها الدولة له منذ يوم ولادته. مؤكداً على أن مشاركته في فعاليات كمسيرة “لنحيا” هي فرصة لغرس هذه القيم في نفوس الأطفال، كي يتعلموا بذل العطاء كجزء من هويتهم الوطنية.

وتتضمن فرق المساندة المشاركة في مسيرة “لنحيا” كذلك عدداً كبيراً من المتطوعات الخبيرات، من بينهن مريم علي بعسوس، التي تعمل ضمن “فريق قمة للتطوع” منذ إكمالها لمسيرتها الدراسية عام 2014، الخبرة التي وفرت لها فرصة المشاركة بشكل مشابه ضمن فعاليات مسيرة فرسان القافلة الوردية، ومؤسسة القلب الكبير، بجانب مواصلتها للتطوع في النسختين السابقتين من مسيرة “لنحيا”، التي عبرت مريم عن حماسها الشديد للمشاركة فيها قبل أشهر من قيامها، قائلة أنها كانت تنتظر انطلاق المسيرة بفارغ الصبر.

ورغم عمل مريم في وظيفة دائمة طوال الست سنوات الماضية، إلا أنها مواظبة على العمل التطوعي ضمن فريق “قمة”، معلقة على الأمر بقولها: “التطوع في دمي، فالفريق الذي أعمل معه أكثر من رائع، سمح لي بخلق العديد من العلاقات خلال عملي وأثر بشكل إيجابي على تقوية شخصيتي”، مضيفةً أنها كانت في السابق شخصاً خجولاً جداً، لكنها تحولت بعد التطوع إلى شخص مبادر يحب التعاون مع مختلف أنماط البشر لتقديم المساعدة لهم، مؤكدةً أن من يعتاد على العمل التطوعي لا يشعر أبداً بالملل، لأنه يسمح للمتطوع بالمشاركة في فعاليات مختلفة ومتجددة طوال الوقت.

من جانبها، قالت بشائر آل علي، التي انضمت أيضاً لفرقة قمة التطوعي في الفترة نفسها، أن التطوع كان انعكاساً لشخصيتها الاجتماعية منذ الصغر، وما يمثله من أهمية لتعميق معرفتها بمختلف جوانب المجتمع الإماراتي، الأمر الذي تجسد بصورة كبيرة في مسيرة “لنحيا” حسب قولها، خاصةً أن طول الفعالية النسبي وتنوع برنامجها الذي يستهدف الأطفال أيضاً مَثّل فرصة لقضاء وقت عائلي، حيث اصطحبت معها طفليها بينما تمارس مهامها.

وأضافت بشائر: “اصطحبت ابني للمرة الأولى لمسيرة “لنحيا” عام 2019 عندما كان ما يزال في الثالثة من عمره، والآن عدت إلى هذه النسخة الجديدة بابنتي الصغرى أيضاً، وأنا سعيدة بقدومهما معي، ليس فقط لحضور الفعاليات، بل لغرس قيم العطاء بشكل تطبيقي وهم يراقبونني أعمل في مساعدة الناس”.

واستشهدت بشائر بأصغر التصرفات التي قام بها طفلاها، اللذان لم يكتفيا بشرب الماء مثلاً عند شعورهما بالعطش، بل قاما بتوزيع الزجاجات على كل من حولهم، فيما اكتشفت سهر ابنها بعد منتصف الليل ليقوم بجمع الأكياس والمخلفات لمساعدة عمال النظافة، الأمر الذي ترى فيه بشائر قيمةً تربوية إضافية وفرتها مسيرة “لنحيا” للأطفال، بصورة فاقت فيها مجرد كونها فعالية لجمع التبرعات ودعم مرضى السرطان.

Leave a Comment