وثيقة “إعلان الشارقة 3.0” تحدد استراتيجيات القضاء على سرطان عنق الرحم في المنطقة

شهد “منتدى سرطان عنق الرحم” الثالث، الذي استضافته الشارقة يناير الماضي، الكشف عن وثيقة “إعلان الشارقة 3.0” التاريخية التي حددت خارطة الطريق للقضاء على سرطان عنق الرحم في المنطقة، حيث يؤكد الإعلان أهمية التعاون والشراكات بين الحكومات ومؤسسات الرعاية الصحية ومنظمات المجتمع المدني، وتعزيز الاستثمار في برامج الوقاية من سرطان عنق الرحم وفحوصات الكشف المبكر عنه، وبرامج علاجه.

واتفق عدد من المسؤولين الحكوميين والأوساط الأكاديمية والمنظمات الدولية على الوثيقة، وتعهدوا بتسهيل الوصول إلى لقاحات فيروس الورم الحليمي البشري وفحوصات الكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم وبرامج علاجية، وخدمات الرعاية الصحية التلطيفية في العالم العربي، بهدف الوقاية منه ومكافحته من خلال تأسيس مركز إقليمي لمناصرة القضاء عليه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وأعرب المشاركين في المنتدى بدعم تنفيذ الإجراءات والاستراتيجيات الوطنية والإقليمية لمكافحة سرطان عنق الرحم، ومواصلة جهود رصده ومراقبته من خلال إعداد إطار مراقبة دقيق لسرطان عنق الرحم في ست دول بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؛ إنفاذاً لتوصيات “إعلان الشارقة 2.0″، وحشد الجهود المشتركة لبناء القدرات وتوسيع نطاق أنشطة الدول والمنظمات الرامية لمكافحة سرطان عنق الرحم، والتعاون مع الشركاء لتعزيز عملية اتخاذ قرارات مستنيرة قائمة على الأدلة والبيانات والمعلومات، وإتاحة الفرص المتكافئة للوصول إلى لقاح فيروس الورم الحليمي البشري والكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم وعلاجه.

ويستند “إعلان الشارقة 3.0” إلى الإنجازات التي تحققت منذ إصداره لأول مرة في العام 2019، وهو جزء من “الالتزام بتنفيذ الاستراتيجية العالمية بشأن صحة المرأة والطفل والمراهق 2016-2030” والتزامات “قمة نيروبي” التي تُعرف باسم “المؤتمر الدولي للسكان والتنمية +25″، ويسعى لتمكين المرأة من خلال نشر الوعي والتثقيف والتعليم وبناء الثقة لإجراء فحص الكشف المبكر، والتضامن والتعاون والتنسيق بين الحكومات والمنظمات المحلية والدولية وأصحاب المصلحة لمكافحة سرطان عنق الرحم في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي لتصبح المنطقة الأولى في العالم التي تنجح بالقضاء عليه بشكل كامل.

حضور لافت في المنتدى على مدار يومين
وشهد “منتدى سرطان عنق الرحم” الثالث، الذي نظمته “جمعية أصدقاء مرضى السرطان” افتراضياً على مدار يومين برعاية شركة “إم إس دي” للأدوية حضوراً لافتاً لأكثر من 2820 من نخبة صناع السياسات وخبراء الرعاية الصحية والباحثين وممثلي عدد من المنظمات الدولية، منها “صندوق الأمم المتحدة للسكان” و”منظمة الصحة العالمية”، حيث شارك 31 متحدثاً في ثماني جلسات تحت محورين أساسيين لتعزيز الأهداف الرامية للقضاء على سرطان عنق الرحم.

وقال معالي عبد الرحمن العويس، وزير الصحة ووقاية المجتمع: “إن التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بأعلى المعايير العالمية في مجالات الرعاية الصحية والبحث العلمي والسياسات المبتكرة، عزز ريادتنا في مكافحة فيروس الورم الحليمي البشري وسرطان عنق الرحم على المستويين الإقليمي والدولي، حيث أسهمت شراكتنا مع (جمعية أصدقاء مرضى السرطان) والجهات المعنية وأصحاب المصلحة في تمكيننا من إطلاق (الخطة الوطنية لمكافحة السرطان)، وإدراج لقاح فيروس الورم الحليمي البشري في برنامج التطعيم الوطني، وتحقيق معدل 82% من جرعتي اللقاح، ومعاً سنواصل سعينا لتشكيل مستقبل الرعاية الصحية وتحسين صحة جميع أفراد مجتمعنا وجودة حياتهم”.

من جانبها، قالت سعادة سوسن جعفر، رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء مرضى السرطان: “تتشرف جمعية أصدقاء مرضى السرطان باستضافة (منتدى سرطان عنق الرحم 2023)، بالشراكة مع (صندوق الأمم المتحدة للسكان)، وحضور مجموعة من المنظمات المحلية والإقليمية والدولية، ويتمثل هدفنا الجماعي بالقضاء على سرطان عنق الرحم، لإيماننا الراسخ بأن التقدم الذي حققناه وخطة العمل التي اعددناها والالتزام بأهدافنا يقربنا خطوة أخرى نحو القضاء على سرطان عنق الرحم وتخليص العالم منه”.

بدوره، قال أشرف ملاك، المدير العام لشركة “إم إس دي” للأدوية في منطقة الخليج: “تعد دعوة (منظمة الصحة العالمية) للقضاء على سرطان عنق الرحم، باعتباره مشكلة صحية عامة، شهادة على الخطر الذي يشكله هذا النوع من السرطان على النساء في جميع أنحاء العالم، وتلتزم (إم إس دي) منذ أكثر من 20 عاماً بالحد من انتشار سرطان عنق الرحم وتأثيره على حياة النساء في جميع أنحاء العالم، وتتضمن رؤيتنا عالماً خالياً من الأمراض والسرطانات المرتبطة بفيروس الورم الحليمي البشري، وسنواصل العمل مع الشركاء لتحقيق هذا الهدف، ويشرفنا أن نواصل التعاون مع (جمعية أصدقاء مرضى السرطان) و(صندوق الأمم المتحدة للسكان) في (منتدى سرطان عنق الرحم) الثالث، فالعالم يشهد نقطة تحول في الطريق نحو القضاء على سرطان عنق الرحم، ولهذا ينبغي لنا أن نتعاون جميعاً ونضاعف جهودنا”.

خطة التغلب على الحواجز وتحقيق الأهداف
وفي جلسة بعنوان “تحديث الاستراتيجية الإقليمية للتخلص من سرطان عنق الرحم”، قالت الدكتورة لمياء محمود، المستشارة الإقليمية للأمراض غير المعدية في المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بمنطقة الشرق الأوسط: “تم إطلاق (الاستراتيجية الإقليمية للتخلص من سرطان عنق الرحم) في يناير 2023، وتم تطويرها من خلال عملية شاملة بدأت باستبيان إقليمي عام 2022 لفهم العقبات التي تعوق تنفيذ الاستراتيجية العالمية، وشارك في الاستبيان 20 دولة من الدول الأعضاء الـ22 في المنطقة لجمع البيانات وبحث ثلاثة مسارات مقترحة في الاستراتيجية العالمية، وهي لقاح فيروس الورم الحليمي البشري، وفحص الكشف عن فيروس الورم الحليمي البشري، وعلاج سرطان عنق الرحم”.

وأضافت: “وجد الاستبيان أن ثلاث دول فقط تمتلك برامج تطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري، وأن ثماني دول لديها خطط لتنفيذ هذا البرنامج، وكان العائق الأكبر أمام التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري هو الوصمة الاجتماعية وبعض المخاوف المتعلقة بالسلامة، وشكلت تكلفة البرنامج مصدر قلق للدول المتوسطة والمنخفضة الدخل، في حين أشارت بعض الدول الأخرى إلى أن العائق الرئيس كان الافتقار إلى الإرادة السياسية، وأظهر الاستبيان أن معظم الدول اعتبرت توفير التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري بنسبة 90% في سن 15 عاماً أمراً ممكناً، وأن ضعف البنية التحتية يعوق تنفيذ برامج فحص فيروس الورم الحليمي البشري”.

وقالت الدكتورة هلا يوسف، المستشار الإقليمي للصحة الجنسية والإنجابية: “توفر وثائق (إعلان الشارقة) المختلفة التزاماً بالتعاون واستخدام البيانات والمصادقة على إطار عمل للرصد، واليوم، يجدد (صندوق الأمم المتحدة للسكان) و(جمعية أصدقاء مرضى السرطان) التزامهما الكامل بإجراءات القضاء على سرطان عنق الرحم في المنطقة، ونحن نثمن دعم الدول في جمع البيانات والمعلومات التي تمكننا من مراقبة تقدم استراتيجيات الوقاية من سرطان عنق الرحم بشكل أفضل، حيث بدأ الصندوق والجمعية رحلة القضاء على سرطان عنق الرحم في المنطقة خلال الدورة الأولى من (منتدى سرطان عنق الرحم) في الشارقة عام 2019، وبعد أربع سنوات، لا تزال رؤية الصندوق متوافقة مع رؤيتنا، إذ يمكننا مواصلة جهودنا للقضاء على سرطان عنق الرحم من خلال استجابتنا والتزامنا بوثائق (إعلان الشارقة)”.

Leave a Comment