صناع أفلام عرب يعرضون رؤاهم المستقبلية لصناعة الأنيميشن لجمهور “مؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة”

محمد سعيد حارب يصحب الجمهور في رحلة إلى عالم استديو “لم ترى”

كامل ويس يستعرض رحلة قناة “سبيستون” منذ انطلاقتها في ندوة تلفزيونية

استمع جمهور “مؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة” إلى أفكار ورؤى شخصيتين عربيتين مبدعتين في صناعة الأنيميشن، وهما الفنان الإماراتي، محمد سعيد حارب، مؤسس استديو “لم ترى” ومخرج مسلسل الصور المتحركة الإماراتي الشهير “فريج” ومبتكر شخصيتي “لطيفة وراشد”، وكامل ويس، مدير عام قناة “سبيستون غو”، وتعرفوا على العمليات الإبداعية والعوامل التي ساعدتهما على النجاح المهني وعلى رأسها فهم التغيرات المتسارعة التي تشهدها الصناعة، وتلبية احتياجات وطموحات العملاء.

جاء ذلك خلال فعاليات اليوم الأول من المؤتمر الذي تنظمه “هيئة الشارقة للكتاب” في الفترة 3 – 5 مايو بـ”مركز إكسبو الشارقة”، حيث وعد محمد سعيد حارب الزوار بمواصلة تقديم محتوى هادف وملهم خلال ورشة عمل قدمها بعنوان “استديو لم ترى”، أكد فيها أنه بصدد بحث سبل الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتعزيز جودة محتوى استديو “لم ترى” الإبداعي الذي أسسه في العام 2005 وقدم أول مسلسل إماراتي للرسوم المتحركة الثلاثية الأبعاد وتميز في مجال التصميم المبتكر والسرد القصصي البصري.

العامل الأهم في صناعة الرسوم المتحركة هو الجودة
وقال حارب: “الجودة هي العامل الأهم في عالم الرسوم المتحركة ولا ينبغي تقديم أي عامل آخر عليها لأي سبب، ومع تطور التكنولوجيا، أصبح عملنا أكثر سهولة، ففي الماضي كانت عملية تحريك الرسوم مكلفة وتستغرق وقتاً طويلاً، والآن أصبحت أكثر فاعلية، ولهذا يجب إتقانها من خلال استخدام أفضل البرامج والتطبيقات”.

وأضاف: “يلهمنا هذا الحدث لتعزيز جهودنا في تقديم محتوى هادف ومتميز وذي جودة عالية، فلهذا السبب تحديداً ما يزال مسلسل فريج واحداً من أكثر الأعمال نجاحاً وقرباً من المشاهدين لأنه سابق لعصره، حيث لم يسبق للمشاهدين رؤية هذا النوع من الإسقاط الهولوغرافي الثلاثي الأبعاد في المسلسل التلفزيوني الذي يستخدم تقنية الرسوم المنشأة بالكمبيوتر (CGI)”، والذي يصور أربع نساء إماراتيات يحاولن العيش بسلام في حي صغير خلال التوسع المدني والعمراني، وتم عرضه للمرة الأولى في رمضان عام 2006 ويقدم حلقات جديدة سنوياً في كل رمضان منذ ذلك الحين.

“سبيستون” تستكشف مستقبل ترفيه الاطفال
بدوره، استعرض كامل ويس، مدير عام قناة “سبيستون غو”، خلال ندوة تلفزيونية بعنوان “اكتشاف مستقبل ترفيه الأطفال: رحلة سبيستون”، أمام جمهور المؤتمر رحلة أول قناة عربية مخصصة للرسوم المتحركة وبرامج الأطفال منذ انطلاقتها في أواخر التسعينات، لتصبح واحدة من أكبر منصات المحتوى الأصلي الذي تنتجه القناة نفسها في العالم العربي، بأكثر من 5000 حلقة وأكثر من 100 مشروع خاص للرسوم المتحركة حازت على إعجاب ملايين المتابعين.

وأضاف: “تطورت القناة وبدأت بعرض أفلام في دور السينما في العام 2017، ومع التحول الرقمي توجه المشاهدون إلى منصة يوتيوب التي نحقق عليها ملايين المشاهدات شهرياً، وفي عام 2020 خلال أزمة كورونا انطلقت (سبيستون غو) لمواكبة التطور الرقمي والتكنولوجي لصناع محتوى الرسوم المتحركة العربية”.

هل يسهم الذكاء الاصطناعي وتشات جي بي تي في تشكيل مستقبلنا؟
وحول دور الذكاء الاصطناعي في تشكيل المستقبل، أكد الويس أن تقنية الذكاء الاصطناعي تساعد على تقديم حلول مبتكرة تعزز استدامة إنتاج الرسوم المتحركة على المدى الطويل، لكنها لا تضاهي العواطف والمشاعر الإبداعية للمخرج، وهذا هو التحدي الأكبر لاستخدامها. وأشاد الويس بالقوة الناعمة لجيل ما بعد الألفية وقدرة أفراده على التأثير على المحتوى، بسبب فضولهم واستعدادهم لتجربة أشياء جديدة.

أهمية مواكبة المنطقة العربية لصناعة الرسوم المتحركة العالمية
وحول ضرورة مواكبة صناعة الرسوم المتحركة في منطقة الشرق الأوسط للصناعة العالمية، أشار الويس إلى افتقار المنطقة لاستديوهات رسوم متحركة متطورة بسبب تكاليفها العالية، وعلى الرغم من وجود بعض الشركات الجيدة إلا أنها لا تطور محتوى أصلي من إنتاجها في ظل انتشار منصات البث المتنوعة، مؤكداً أن عدة استديوهات بدأت بتوظيف صناع الرسوم المتحرك، لكن الطريق ما يزال طويلاً.

يشار إلى أن فعاليات “مؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة” تقام في الفترة 3 – 5 مايو بالتزامن مع “مهرجان الشارقة القرائي للطفل، وتضم مجموعة من ورش العمل والدورات المتخصصة والجلسات التي يقدمها نخبة من صناع الرسوم المتحركة التي حازت على أرقى الجوائز العالمية، إلى جانب عدد من عروض الأفلام وغيرها من الأنشطة والفعاليات الملهمة التي تشهدها المنطقة للمرة الأولى.

Leave a Comment